تفسير سورة جليلة من سور القران الكريم ...عدد اياتها لا يتجاوز الثلاث آيات ...الا انها مع ايجازها اشتملت على أسسالفضيلة و أسس الدين.........انها سورةالعصرلكن قبل التطرق لتفسيرهاساعطي لمحة موجزةعنهاسورة "العصر" سورة مكية عدد اياتها ثلاث ايات ....ترتيبها في المصحف بعد سورة التكاثر وقبل سورة "الهمزةتفسيرهاوالعصر:اختلف المفسرونفي تفسير "والعصر"على عدةاقوالالدهر: وهو قول ابن عباسوغيرهوقيل: العصر الليل والنهاروالعصران ايضا الغداةوالعشيوعن قتادة انه اخر ساعة من ساعاتالنهار
وقيل: هو قسم بصلاة العصروهي الوسطى لانها افضلالصلوات وهو قول مقاتلوقيل : هو قسم بعصر النبي صلى الله عليه وسلم , لفضله بتجديد النبوة فيهوقيل معناه: ورب العصروالراجح القول الاول وهو ماذهباليه أغلبالمفسرينو هو قسم من الله تعالى و قد اقسم به لما فيه منالتنبيه بتصرف الاحوال وتبدلها,وما فيها من الدلالة علىالصانع....
ولان الزمان راس عمر الانسان فكل لحظة تمضي فانها منعمره ونقص من اجلهان الانسان:قال ابنعباس المراد به الكافر...وقيل المراد جماعة المشركين ...وقيل جنس الناسوهو الصحيحكما قالالقرطبي.
لفي خسر : إن ابن آدملفي هلكة ونقصان. وقيل عقوبة كما في قوله تعالى"وكان عاقبةامرها خسرا"...والمعنىمتقارب.
الا الذين آمنوا: اسثناء من الناس............ إلا الذين صدقوا الله ووحدوه , وأقروا له بالوحدانيةوالطاعةوعملوا الصالحات: وأدواما لزمهم من فرائضه , واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه فان شرط قبول الطاعة الايمانباللهبأن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان , قال الله تعالىفي المنافقين" وما منعهم أن تقبل منهمنفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله"التوبة/54 وقالت عائشة : يا رسول الله , إن ابن جدعان كان فيالجاهلية يصل الرحم , ويطعم الطعام ,
ويفك العاني , ويعتق الرقاب , ويحمل على إبله لله , فهل ينفعه ذلك شيئا ؟قال : " لا , إنه لم يقل يوما رباغفر لي خطيئتي يومالدين"وتواصوا: أي تحابوا , أوصى بعضهم بعضا , وحث بعضهمبعضابالحق: أي بالتوحيد كماروي عن بن عباس والضحاك...وقال قتادة :أي القران ...,
وقال السدى: الحق هنا هو الله عزوجل.
وتواصوا بالصبر: أيأوصى بعضهم بعضابالصبر........
لكن الصبر علىماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الصبر على طاعة الله, و الصبر عن معاصيه,و الصبر علىما أصابهم من البلاء والمصائب]
المستفاد منالسورةاشتملت السورة الكريمة على بيان ما يكون به نجاةالانسان من الخسران وهي اربعخصالالايمان باللهتعالى.
العمل الصالح الذي يجب ان يسبقهالايمانالتواصيبالحقالتواصيبالصبرفالله تعالى قد حكم بالخسران على جميع الناس الا منأتى بهذه الاشياء الاربعة :-الايمان-والعمل الصالح –والتواصيبالحق والتواصي بالصبر, ونجاة الانسان لا تكون الااذا كمُل الانسان نفسه بالايمان والعمل الصاح وكمَل غيرهبالنصحو الارشاد.فيكون بذالك قد جمع بينحق الله تعالى , و حقالعباد ....وهذا هو سر تخصيص هذه الامورالاربعة
فهي اسس الفضيلة و اساسالديناضافات واقوال عنالسورةقال الامام الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل الله سوىهذه السورة لكفتالناسوقال ايضا: لو تدبر الناس هذه السورةلوسعتهم.
وأخرج البيهقي في الشعب قال: كان الرجلان من أصحابرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقيا لم يتفرقا حتىيقرأ احدهما على الاخر "سورة العصر "ثم يسلم احدهماعلىالاخراخواني هذا تبسيط لمعنى هذهالسورة...ونقطة من فيض لا يعلمه الا اللهتعالىجعلنا الله تعالى من المومنينالمتواصيين بالحق و المتواصين بالصبر........ونفعنا بما علمناآمينوآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين