اخذني الفضول هذا
السؤال : ماحكم زائرات القبور شرعا وذلك عند سماعي لفتوى للشيخ الراحل :
محمد الغزالي فاردت ان اتوسع في الموضوع وابحث اكثر فقمت بالبحث واليكم
ثمرة بحثي احبتي في الله :
سألت إحدى الأخوات عن حكم زيارة النساء للقبور
هذا
الأمر فيه خلاف بين العلماء ولكل فريق ما استند عليه من أدلة شرعيه .وعند
وجود تعارض ظاهرى بين الأدلة الشرعيه فأول مانفعله هو الجمع بين الأدلة فإن
تعذر الجمع رجحنا بين الأدلة و للترجيح مئه وجه
وأهم ما استدل به من منع الزياره هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن الله زاوارت القبور )
قال صاحب التحفه :
1-
قال القرطبى هذا اللعن انما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغه من
المبالغه . ولعل السبب ما يفضى إليه ذلك من تضييع حق الزوج وما ينشأ منهن
من الصياح ونحو ذلك فقد يقال إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الإذن .
لان تذكر الموت يحتاج اليه الرجال والنساء على السواء
2- قال الشوكانى فى نيل الأوطار وهذا الكلام هو الذى ينبغى إعتماده فى الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة فى الظاهر
3- قال القارى فى المرقاه النساء كالرجال فى حكم الزيارة اذا زرن بالشروط المعتبرة فى حقهن وأما خبر لعن
الله زاوارت فمحمول على زيارتهن لمحرم كالنوح وغيره مما إعتدنه .
---------------------------------------
فهنا نرى أن بعض العلماء قد جمع بين الأدلة بأن علق حكم اللعن بعلة الإكثار من الزيارة
وهناك من رد الدليل كلة بالنسخ .
والنسخ من اول طرق الترجيح عند التعارض الظاهري للادله
ودليلهم على هذا النسخ
قول النبى صلى الله عليه
( كنت نهيتكم عن زياره القبور فزوروها فانها تذكر الآخره )
والنصوص الشرعية نوعان :
غير مفهوم أى لم تظهر منه الحكمة.
ومفهوم اى ظهرت منه الحكمه .
مثل هذا النص
فالحكمة
من زيارة القبور انها تذكر الاخرة والرجل حكمة حكم المرأة فيما يتعلق
بأمور الدين إلا ما استثناه النبى صلى الله علية وسلم فإحتياج المرأة إلى
تذكر الآخره أمر ضرورى ولا يوجد فى هذه الدنيا ما يعين على تذكر الآخرة
اكثر من رؤية القبور .
ومما يؤيد هذ النسخ ما رواه البخارى:
عن انس ابن مالك قال مر النبى صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكى عند قبر فقال اتقى الله واصبرى .
بعض
العلماء قال إن قول النبى لها إتق الله يشمل النهى عن زياره القبور وهذا
إستنباط بعيد لان النبى صلى الله عليه وسلم اذا تكلم فى الأحكام الشرعية
فانه يصرح ويوضح ولا يصح بنا ان نظن بالنبى انه يبهم .
ونحن هنا نرى ان النبى صلى الله عليه لم ينكر على المرأة زيارتها للقبرانما أنكر عليها ماتفعله هناك .
قال الحافظ فى الفتح :
امرها النبى صلى الله علية وسلم بالتقوى والصبر لما راى جزعها ولم ينكر عليها
الخروج من بيتها فدل على أنه جائز
قلت وهذا عند العلماء يسمى تقرير والتقرير حجة على المخالف
والمعروف عند علماء الأصول ان تأخير البيان عن وقت الحاجه لا يجوز.
أيضا من أدلة النسخ التى لا تحتمل التأويل ما رواة النسائي عن عائشة وصححة الالبانى
أن
النبى صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يخرج يستغفر ويدعو لأهل البقيع
فلما عاد صلى الله عليه وسلم قالت عائشة كيف أقول لهم أى أقول إذا قمت
بزيارة القبور فقال النبى صلى الله عليه وسلم
قولى السلام على اهل
الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا
إن شاء الله بكم للاحقون والمعروف أن أمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
بالاستغفار لأهل البقيع كان فى نهاية حياته فيثبت النسخ .
وقال الصنعانى فى سبل السلام :
ومما
يدل على أن النهى عن زيارة القبور كان قبل أن يرخص النبى صلى الله علية
وسلم فى زيارة القبور فلما رخص دخل فى رخصته الرجال والنساء ودليل ذلك
قول النبى لعائشة
إذا زرت القبور قولى السلام على اهل الديار...
إلى آخره .
وعلى ذلك نقول إن زيارة النساء للقبور جائزة شرعا ولكن بشروط
1-
عدم الإكثار من الزيارة وأيضا لا تخصص مواعيد لزيارة القبور مثل الخميس
الأول والأربعين والسنوية وطلعة رجب والعيدين وهذة البدع المنتشرة بين
المسلمين
2- ترك النوح والبكاء والكلام الجاهلى الذى يخرج صاحبته من العقيده.
3- أن تذهب فى صحبة مأمونة مع أحد المحارم .
4- ترك قراءة الفاتحة أو إستئحار من يقرء القرآن على القبر لعدم ثبوت ذلك .
5-
الإكتفاء بما قالة النبى صلى الله عليه وسلم حين سألته عائشه ماذا تقول
عند زيارة القبور والدعاء المفرد فلم يثبت ما يفعله الناس على المقابر وهو
أن يدعو رجل والباقى يقول امين والذى ثبت قول النبى صلى الله عليه وسلم
أدعوا لأخيكم فدعا كل واحد منهم بمفرده
( والله اعلم )